كيف نكتشف الاضطراب النفسى عند أطفالنا ؟
مجدى: التبول اللا إرادى وصعوبة التركيز والتأخر الدراسى وفرط الحركة أكثر الأعراض البارزة
البسيونى: عند ظهور اضطراب لابد من حلها وإلا تحولت لمشكلة أكبر
جابر: المرض النفسي ليس وراثيا
كثيرا ما يتعرض أبنائنا فى سن الطفولة أو سن المراهقة للانطواء والعزلة وصعوبة التركيز فى الدراسة وقد يتعرض الأطفال للتبول اللا ارادى إلى جانب سوء السلوك مثل العنف والسرقة والكذب فهل كل هذه الاضطرابات عادية في حياة أبنائنا ؟ وإذا ظهرت عليهم فجأة فهل هي طبيعية أم أن هناك مشكلة ما فى حياتهم وعلينا التدخل لإنقاذهم ؟ أطباء الأطفال والصحة النفسية والطب النفسي سألناهم كيف نتعرف على المرض النفسي أو الاضطراب النفسي لدى الأطفال والمراهقين ؟ ..
قال الدكتور إبراهيم مجدى ، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس ، إن الأمراض النفسية في الأطفال والمراهقين تختلف أعراضها عن الكبار ، مضيفا أن اكثر الأمراض النفسية للاطفال شيوعا تجعل اهاليهم يترددون علي عيادات الاطباء في مصر هى التبول اللا إرادى ، و اضطراب صعوبة التركيز والتأخر الدراسي وفرط الحركة ، بجانب سوء السلوك مثل العنف والسرقة والكذب .
وأضاف مجدى ، أنه في بعض الأحيان يكون التبول اللاإرادي علامة عن عدم رضا الاطفال وغضبهم من أسرتهم نتيجة الاهمال ، او نتيجة تعرضهم لتحرش جنسي وخوفهم من الاعتراف والبوح لاهلهم ، اما صعوبة التركيز فبعض الاحيان تكون نتيجة أمراض عضوية كالصرع والانيميا واضطرابات المناعة ، فلابد عند الشك فى مرض الطفل نفسيا أن نجرى له تحليل دم وبول واختبار ذكاء واختبارات تحديد فرط الحركة وصعوبة التركيز بجانب التاريخ المرضي للطفل وهل كانت هناك مشاكل في الولادة أم لا لأن مشاكل الحمل والولادة تؤثر علي الأطفال ، مضيفا أنه فى بعض الأحيان العنف وسوء السلوك يكون علامة من علامات الاكتئاب عند الاطفال .
فيما قال الدكتور تامر البسيوني ، نائب مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية ، إن المرض النفسي مرض عضوي مثل أي مرض آخر من الممكن أن يصيب الطفل والمراهق كما يحدث للكبار بالضبط ، فالطفل من الممكن أن يكون شقي أو يغضب أو يتشاجر مع صديقه أو يتوتر عند حدوث شيء ما فهذا كله شئ طبيعى فى حياته ، ولكن الغير طبيعي هو أن تلازمه حالة طول الوقت مثل أن يكون زعلان طول الوقت وينطوي ويجلس مع نفسه طول الوقت كما أن يحدث تغير كبير فى نومه واكله أو يشكو من صداع ومغص بذلك يكون لديه أعراض الاكتئاب ، ولو كان الطفل عنيد طول الوقت ويكذب ويسرق ويتاخر خارج المنزل ويهرب من المدرسة فهذا يسمى اضطراب المسلك ، متابعا ، إذا كان الطفل حركته زائدة ولا يجلس في مكانه كما أنه مندفع يقع ويتخبط كثيرا ولا يركز فى دراسته ولا فى كلام والديه فى المنزل وينسى حاجاته ويسمى هذا الاضطراب فرط حركة ونقص انتباه .
أضاف البسيونى ، أنه من الممكن أن نلاحظ أن الطفل طول الوقت قلقان وعضلاته مشدودة يتخض من اقل شئ واصبح يخاف من أشياء كان لا يخاف منها وعاد يتبول لا إراديا على نفسه وأصبح متعلقا بأمه ولا يستطيع أن يبتعد عنها فكل هذه أعراض لاضطرابات القلق ، وعندما يتأخر الطفل في الكلام ولا يستطيع التواصل مع أى شخص حتى امه ولا ينظر لعينيها وهى تكلمه ولا يلعب مثل الاطفال ولديه حركات ثابتة يفعلها بشكل متكرر فهذا الاضطراب يسمى بالتوحد ، وعندما يفعل الطفل تصرفات غريبة ويهمل فى نفسه ونظافته الشخصية ويقول كلام غير مفهوم وتلاحظ عليه أن يكلم أحد غير موجود فهذا يسمى مرض الفصام ، مؤكدا أنه كل الحالات السابقة لا تدل أن الطفل لديه مرض نفسي لكن لديه مشكلة بالفعل ولو لم تحل سيكون اضطراب ومرض ولذلك لابد من طبيب نفسى متخصص يكشف على الطفل .
وأشارت الدكتورة إيمان جابر مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية ، أنه ليس بالضرورة ان يكون في العائلة شخص لديه مرض نفسى ، فالمرض النفسى يحدث عندما يكون الطفل لديه الاستعداد الجيني للمرض وممكن يتعرض لعوامل حوله تساعد على ظهور الاضطراب الجيني ، بالإضافة للسمات الشخصية وقدرات الطفل على التكيف مع هذه العوامل ، مضيفة أن العوامل التى يتعرض لها الطفل كثيرة منها يكون خارج عن إرادة الوالدين فالوالدان غير مسؤولين عن تعبه لكنهم مسؤولين عن علاجه ، وكثير من الآباء والأمهات يرفضون إعطاء علاج نفسى لأبنائهم بدعوى أنها مخدرات فهذا اعتقاد خاطئ تماما لأن الاضطرابات لدى الأطفال نبدأ بها بعلاج نفسى اولا عن طريق جلسات فردية للطفل أو مع مجموعة من الأطفال ، وهناك كثير من الأطفال لا يحتاجون علاج نفسي بالأدوية .